أمن سمية دمع العين مذروف ... لعنترة بن شداد
الشائع عن عنترة بن شداد تعلقه بعبلة ابنة عمه، قصة حبه لها يضرب بها المثل في الحب، و قد شاع من أخبار عنترة النبل وسمو الأخلاق غير أنه هناك خبر ذكره أبوالفرج الأصفهانى فى كتاب «الأغانى» خلال ترجمته لعنترة، يضع القارئ أمام سؤال على قدر من التعقيد والدهشة لما يتضمنه من واقعة قد تشوش كثيرًا من الصورة التى رسمت لعنترة فى المخيلة.
كان عنترة قبل أن يدعيه أبوه في فترته الأولى من حياته لما كان عبدا إدعت عليه امرأة أبيه وقالت: إنه يراودنى عن نفسي؛ فغضب من ذلك شداد غضبًا شديدًا وضربه ضربًا مبرحًا قيل بالعصا و لما هم عليه بالسيف؛ وقعت عليه امرأة أبيه وكفته عنه. فلما رأت ما به من الجراح بكت- وكان اسمها سمية وقيل: سهية فقال عنترة:
أَمِن سُميَّةَ دَمعُ العَينِ مذروفُ ... لَو أَنَّ ذا مِنكِ قَبلَ اليَومِ مَعروفُ
كَأَنَّها يَومَ صَدَّت ما تُكَلِّمُني ... ظَبيٌ بِعُسفانَ ساجي الطَرفِ مَطروفُ
تَجَلَّلَتنِيَ إِذ أَهوى العَصا قِبَلي ... كَأَنَّها صَنَمٌ يُعتادُ مَعكوفُ
المالُ مالُكُمُ وَالعَبدُ عَبدُكُمُ ... فَهَل عَذابُكَ عَنّي اليَومَ مَصروفُ
تَنسى بَلائي إِذا ما غارَةٌ لَقِحَت ... تَخرُجُ مِنها الطُوالاتُ السَراعيفُ
يَخرُجنَ مِنها وَقَد بُلَّت رَحائِلُها ... بِالماءِ يَركُضُها المُردُ الغَطاريفُ
قَد أَطعُنُ الطَعنَةَ النَجلاءَ عَن عُرُضٍ ... تَصفَرُّ كَفُّ أَخيها وَهوَ مَنزوفُ
لا شَكَّ لِلمَرءِ أَنَّ الدَهرَ ذو خُلُفٍ ... فيهِ تَفَرَّقَ ذو إِلفٍ وَمَألوفُ
تَنسى بَلائي إِذا ما غارَةٌ لَقِحَت ... تَخرُجُ مِنها الطُوالاتُ السَراعيفُ
يَخرُجنَ مِنها وَقَد بُلَّت رَحائِلُها ... بِالماءِ يَركُضُها المُردُ الغَطاريفُ
قَد أَطعُنُ الطَعنَةَ النَجلاءَ عَن عُرُضٍ ... تَصفَرُّ كَفُّ أَخيها وَهوَ مَنزوفُ
لا شَكَّ لِلمَرءِ أَنَّ الدَهرَ ذو خُلُفٍ ... فيهِ تَفَرَّقَ ذو إِلفٍ وَمَألوفُ
المضحك في الأمر لمن أراد نفي ما إدعته سمية زوجة أبيه هو قول عنترة في قصيدته نفسها
كَأَنَّها يَومَ صَدَّت ما تُكَلِّمُني ... ظَبيٌ بِعُسفانَ ساجي الطَرفِ مَطروفُ
و هذا البيت غزل صريح بزوجة أبيه ولو على سبيل الوصف فقط دون أن يكون له أي مراد وراءه.