جاءت معذبتي في غيهب الغسق
كتب الشاعر لسان الدين الخطيب هذه القصيدة في وعكةٍ صحيةٍ مرت عليه، حيث إشدّة عليه المعاناة و ألمت به الأوجاع، فتراه يصف حاله وقلة النوم والمعاناة التي يعيشها، فبدأ قصيدته في وصف حاله مع المرض بالفتاة الحسناء التي تأتيه في صورة البدر وجماله لتُنير له ساعة الليل التي يسهرها متوجعاً.
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ
فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ
فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا
مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ
فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة
موضوعة قد أتت من قول مختلق
فقالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ
وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق
إني أحبك حباً لا نفاد له ما دام
في مهجتي شيء من الرمق
فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها
زحتُ اللثام، رأيتُ البدر معتنقِ
قبلتها، قبلتني، وهي قائلة
قبلت فاي، فلا تبخل على عنقي
قلت العناق حرامٌ في شريعتنا
قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي